من بستان الطرائف الجاحظية

من طرف **nadjib belmenai** الأربعاء يونيو 26, 2013 10:53 am

من بستان الطرائف الجاحظية

1- دعا أحد الملوك، مجنونَينِ ليحرِّكَهما، فيضحكَ ممّا يجيء منهما، ويقتل السأم، وفعلا حركهما فضحك ما شاء له أن يضحك، غير أنهما بعد ذلك تبسطا معه في الحديث أكثر من اللازم، فصارا يتطاولان عليه، ويقذفانه بالفاظ سوقية، فنهاهما فلم ينتهيا، فغضِب منهما ودعا بالسيف ليخوفهما، فإذا بإحد المجنونين يقهقه، ثم يستغرق في الضحك حتى يكاد يستلقي، ويلطم كفا بكف، ويقول لصاحبه، وهو يشير إلىالملك: كنَّا مجنونَين فصرنا ثلاثة..

2- ومَرَّ رجل يطلق عليه ابن ابي علقمة - وكان نصف معتوه - مرّ بالصبيان وهم يلعبون، فلما رآه الصبيان صاحوا به، فهرب منهم، فجروا خلفه، وفي طريقه تلقّاه شيخٌ عليه ضفيرتان، فسارع ابن أبي علقمة بالإختفاء خلفه وهو يقول - مشيرا إلى الصبيان - : " يَا ذَا القَرْنَيْنِ إنَّ ياجُوجَ ومَاجوجَ مُفْسدُون في الأرض ".

3 - وقال رجلٌ لرجل: بكم تبيع الشاة قال: أخذتُها بسِتّة وهي خيرٌ من سبعة، وقد أُعطيتُ بها ثمانية، فانْ كانت حاجتَك بتسعة، فزِنْ عشرة.

4- ومرِض فتىً، فقال له عمُّه: ايَّ شيءٍ تشتهي ؟ قال: رأس كبشين، قال: لا يكون ذلك، قال: فرأسَيْ كبش.

5 - ودخل كَردمٌ الذَّرَّاعُ ارضَ قومٍ يَذرعُها - وكان قليل الخبرة في ذلك وفيه نوع من الغفلة - فلما انتهى إلى زنقة، أي بقعة وعرة، لم يحسن أن يذرِّعها، قال: هذه ليست لكم.
قالوا: هي لنا ميراثٌ وما ينازعنا فيها إنسان قطُّ
قال: لا واللّه ما هي لكم
قالوا: فحَصّل لنا حسابَ ما لا تشُكُّ فيه
قال:عشرون في عشرين مائتان
قالوا: من اجل هذا الحساب صارت الزَّنَقَة ليست لنا.